أضحت الكثير من الأنشطة البشرية في الآونة الأخيرة تستنفذ العديد من الموارد الطبيعية للبيئة، وهذا الأمر بالطبع يهدد بقاء الإنسان لمدة طويلة إذا لم يتم تطبيق طرق الاستدامة البيئية، حيث أنها تساهم في ضمان تلبية المزيد من احتياجات السكان في الوقت الحالي مع الحفاظ على احتياجات الأجيال المقبلة دون وجود تأثير عليها.
ولهذا يمكن تعريفه عموما على أنها تفاعل الإنسان المسؤول مع البيئة للحد من استنزاف الكثير من الموارد الطبيعية أو تدهورها والحفاظ على جودة وسلامة البيئة لأطول فترة ممكنة، وفي مقالنا هذا سوف نقدم لكم بحث عن الاستدامة البيئية، حيث سنوضح لكم معناها، وأهميتها، وفوائدها.
تعريفات أخرى عن الاستدامة البيئية تتمثل في الآتي:
يتنوع تعريفه ومفهومه طبقا لتنوع واختلاف الجهة المعرفة لها، والتي من الممكن أن تكون عبارة عن جهة حكومية أو عدد من الوكالات البيئية، وذلك يكون طبقا لاختلاف المنهجية التي يتم اتباعها من جهة كل منهما ليتم التعامل مع هذه القضية، وبناءً على هذا يوجد ثلاثة تعريفات متنوعة للاستدامة البيئية، وهم كالتالي:
- التعريف الأول يتم تعريف الاستدامة البيئية فيه على أنها القدرة على تلبية جميع احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة واستطاعة الأجيال المقبلة على تلبية الاحتياجات الخاصة بهم.
- التعريف الثاني هي القدرة على المساهمة في تحسين نوعية حياة الإنسان عند عيشه من ضمن القدرة الاستيعابية لعدد من الأنظمة البيئية التي تدعم الأرض.
- التعريف الثالث يتم تعريفها على أنها الحفاظ على التوازن في علاقة الإنسان بعالم الكائنات الحية على الأرض.
كما يمكن أن تطلع على معنى الاستدامة في التعليم
أهمية تطبيق البيئة المستدامة
يعد التغير من أكثر السمات الثابتة للحياة على وجه الأرض، لكن سرعة وحجم هذا التغير في الفترة الحالية هو ما يهدد البيئة المحيطة بنا، وفي النقاط التالية سوف نوضح أهم وأبرز التغييرات التي نتج عنها تدهور البيئة، وبالتالي فهي تؤثر بشكل سلبي على مستقبل الجنس البشري وأيضا على استدامة البيئة:
- تغير المناخ العالمي، على بصفة دائمة نلاحظ تغير المناخ العالمي، وهذا التغيير بالطبع يكون من صنع الإنسان، حيث تكثر الأنشطة البشرية على الصعيد العالمي من تركيز الغازات الدفينة الموجودة في الغلاف الجوي، وهذا الأمر يغير في المناخ العالمي إلى حد كبير.
- خسارة التنوع الحيوي بمعدل غير مسبوق، الكثير من المواطن الطبيعية الخاصة بالكائنات الحية تكون في عرضة إلى التلوث والتدمير، وهذا أدى إلى انقراض الكثير من أنواع الكائنات الحية، كما لاحظنا أن عدد من الأنواع الأخرى قد انخفضت أعدادها بشكل كبير، وذلك نتيجة الاستخدام بكثرة للمبيدات الحشرية مثل الفراشات والنحل، إلى جانب الملوثات التي تنتج بسبب الأنشطة الاقتصادية المتراكمة في البيئة، وهذا يساهم في التقليل من قدرة واستطاعة بعض النظم البيئية على التطور والتجديد، ليحدث من هذا أن التدهور البيئي لا يقوم بالتأثير بشكل سلبي على النباتات وأيضا الحيوانات فقط بل يؤثر أيضا على الإنسان.
- أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة، تشمل أنماط الإنتاج والاستهلاك العالمية تحويل بعض المواد الخام إلى الكثير من السلع التي يتم استخدامها واستهلاكها ثم التخلص منها، مما يكون هذا السبب في نتيجة تراكم العديد من النفايات الملوثة وإلى المنافسة العالمية على الموارد الطبيعية، وهذا يعمل زيادة المواد والسلع، ويساهم أيضا في زيادة الملوثات، وفي حالة استمر هذا الوضع كما هو عليه في الوقت الحالي ستواجه الأجيال المقبلة ارتفاع أكثر في درجات الحرارة، والعديد من الظواهر المناخية الشديدة، وعدد ليس بالكثير من الكائنات الحية، والمزيد من التلوث، لهذا السبب يجب على الأشخاص أصحاب القرار أن يقوموا باتخاذ مجموعة من الإجراءات الأكثر فاعلية لتجنب التلوث وتغير المناخ.
دور الفرد في تحقيق الاستدامة البيئية:
هناك الكثير من الطرق التي يمكن للعديد من الأشخاص اتباعها ليتم تحقيق الاستدامة البيئية، وتتمثل هذه الطرق في النقاط التالية:
- التوعية والتعليم، تعتبر التوعية بأهميتها وتأثير الأفعال الشخصية على البيئة خطوة هامة وضرورية للتغيير، حيث من الضروري أن التعلم عن القضايا البيئية المتنوعة أو المختلفة، وبعض الطرق التي من الممكن أن يقوم الأشخاص بالمساهمة بها في سبيل حماية البيئة والمساعدة في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
- الاستهلاك المستخدم، يمكن لجميع الأشخاص المساهمة إلى حد كبير في الاستدامة البيئية بواسطة تبني نمط استهلاك مستدام يشمل شراء المنتجات المستدامة وأيضا القليلة الاستهلاك والتي تقبل إعادة التدوير، وتقليل استعمال المواد المصنوعة من مادة البلاستيك التي تقبل التلف والتحول إلى وسائل النقل العامة وكذلك الدراجات في الأنشطة اليومية والتنقل.
- التوجه نحو الطاقة المتجددة، يستطيع العديد من الأشخاص المساهمة في استدامة الطاقة بواسطة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في الحياة اليومية، حيث من الممكن تركيب الألواح الشمسية على سطح المنزل في الجانب العلوي ليتم توليد الكهرباء النظيفة، ومن الأفضل كذلك أن يتم استخدام المصابيح LED عالية الجودة في الإضاءة، والمساهمة أيضا في تحسين عزل المنزل لتقليل استعمال أجهزة التبريد والتدفئة.
أمثلة على الاستدامة البيئية:
هناك بعض الأمثلة للاستدامة البيئية التي ينبغي معرفتها من قبل الجميع، والتي تتمثل في الآتي:
- إدارة النفايات بكفاءة، يتم إنتاج كميات ضخمة النفايات الصلبة على مستوى العالم بشكل يومي، والكثير من هذه النفايات يتم إدارتها بطريقة سيئة وتنتهي في المحيطات.
- الزراعة المستدامة، لاحظنا أن زراعة نفس المحاصيل بشكل مستمر على نفس الأرض الزراعية يؤدي إلى انخفاض جودة التربة، ولهذا قام عدد من المزارعين تبني الزراعة المستدامة في محاولة منهم لتجنب تأثيرهم على الكوكب، وهذا يكون في حاجة إلى التعامل مع البيئة المحلية وليس ضدها.
- الغابات المستدامة، بصفة دائمة يتم قطع الغابات كل عام، وهي ممارسة ليس من الممكن أن تستمر بدون وجود عواقب، ولهذا أضحت الغابات المستدامة تنال شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وهي التي تعمل على الحفاظ على الخصائص الحيوية الخاصة بالغابات وكيفية إدارتها.
يمكنك رؤية مزيد من الأمثلة في المقالة التالية أمثلة على الاستدامة البيئية
فوائد الاستدامة البيئية:
هناك عدد من الفوائد الرئيسية التي تعود على الأشخاص نتيجة تنفيذ وممارسة الاستدامة البيئية، والتي تتمثل فيما يلي:
- توفر المواد في المستقبل، يعد استخراج الموارد الطبيعية واستخدامها إحدى الفوائد الرئيسية للنهج المستدام، وبواسطة تجنب استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة يمكن للأجيال المقبلة التمتع بنفس الفوائد المادية الموجودة في الوقت الحالي.
- انخفاض التكاليف، تضمن الممارسات المستدامة بقاء الموارد المادية، حيث تعمل على خفض نسبة التكاليف والحفاظ عليها لفترة طويلة.
- الحفظ، تساهم الممارسات المستدامة في الحفاظ على البيئات، وهذا يسمح للأشخاص بمواصلة الاستمتاع بها والحفاظ على طرق العيش لأولئك الأشخاص الذين سيعتمد العمل الخاص بهم عليها.
اقرأ أيضا: